أهلاً وسهلاً بكم في مدونتي

السبت، 29 أكتوبر 2022

الإنسان و الحضارة

الإنسان و الحضارة 

الإنسان و الحضارة

تبنى الحضارة وتزدهر عندما تختفي الجائحات والحروب و المجاعة...و تجود السماء و الارض بخيراتهما . فالإنسان لما يكون في مأمن من الخوف والجوع تتحرر في نفسه دوافع التطلع إلى المستقبل ، وعوامل الإبداع ، فيمضي قدما إلى بناء حضارته .


و قد بنى الإنسان حضارته ونماها عبر حقب و عصور نعرض بعضها بعضا موجزا ومرتبا ترتيبا تاريخيا كما يلي : 


العصر الحجري القديم : بدأ فيه نمو الحضارات قبل أن يستعمل الإنسان المعادن ، و كانت فيه الأدوات والأسلحة مصنوعة من الحجر ، وفيه ٱكتشف الإنسان النار ، و ٱتخذ من الكهوف ملاذا له من الحيوانات المفترسة و قساوة الطبيعية و كوارثها ...


العصر الحجري الحديث إهتدى فيه الإنسان إلى الزراعة في الأماكن التي تتوفر فيها المياه و الأراضي الخصبة ، كمصدر وبلاد الشام والعراق و المغرب. وٱستأنس بالحيوانات ، وٱهتم بتربيتها بفضل الزراعة ، وعرفت حياته بعض الاستقرار فأنشأ القرى والمدن فيما بعد.


فجر التاريخ : هو عصر الاهتداء إلى الكتابة التي كانت عبارة عن نقوش و رسوم على الألواح الصخرية ، ثم تطور بعضها إلى رموز و حروف...ومن أشهر الكتابات القديمة ، الكتابة المسمارية بالعراق ، والكتابة الهيروغليفية بمصدر والشام

 

عصر الآلة : هو عصر من العصور الحديثة ، يمتد من أوائل القرن العشرين إلى منتصفه ، وهناك من المؤرخين من حدد بدايته في أواخر القرن التاسع عشر .


وتوصل الإنسان في هذا العصر إلى تعويض المحرك البخاري بمحركات الاحتراق الداخلي ، والمحركات الكهربائية و غيرها ، كما ٱهتدى إلى صناعة السيارات ، والمطابع عالية السرعة ، والراديو والتلغراف ، طور الآلات الحربية مثل الدبابات ، والطائرات ، و الغواصات ، والبوارج الحديثة ، كما بنى ناطحات السحاب...


إن الحضارات كيان ثقافي واسع وممتد ليس له حدود ، إنها غير ثابتة ، تتغير مع الزمن، وتتفاعل فيما بينها، الأمر الذي يؤدي الى إثراء الحضارة الإنسانية بشكل عام، وهدا يعد مكسبا كبيرا يجب ان يستغل في تحقيق تقدم الشعوب ورفاهيتها بدل خلق النزاعات والحروب .


والحضارات في نشأتها وٱضمحلالها كحياة البشر ، تولد فتية ، ثم تتطور و تنمو بفضل نشاط أهلها ، ثم تدركها الشيخوخة حينما يصيب أهلها الوهن لما ينشغلون بالترف ، فتضمحل لتحل محلها حضارة أخرى.


وفي هذا الصدد يقول (وول ديورانت) صاحب موسوعة (قصة الحضارة):«ليس التاريخ إلا موكب الدول التي تنشأ وتزدهر ، ثم تضمحل وتفنى ، ولكن كلا منها يترك وراءه تراثا من العادات و الاخلاق و الفنون تأخذه عنها الحضارات التي بعدها ، فهي كالعائدين في سباق يمد كل منهم مصباح الحياة إلى غيره ».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق